. . [ بسـم الله الرحمـن الرحيــم ] . .
إن تحديد مفهـوم الحـوار أمر لابـد منه، كذلك معرفة الألفـاظ
التي قد تكون مرادفة للحوار، فقد تستخدم بعض الألفـاظ التي يكـون لها معناهـ..
وأناً لم أكـن أعرف تلك الفروق جيـداً ، وأحسبه معنىً واحـداً.
إلى أن قـرأت كتابـاً طويـلا بعنـوان "الحـوار" ، للكاتب/ خالد محمد المغامسي
وقـد ذكـر فيـه الفرق فـي المعنى بين كل من المصطلحـات السابقـة
فأحبـبـت أن أشارككم بـه ، وحاولت اختصـارهـ لكـم في هـذا الموضوع ،
لأنه مفصّـل باللغة والإصطـلاح وأمثلـة ،،، وإن شاء الله أعطيكـم "الـزبـدة"
مـاهو مصطلـح الحـوار؟
هو "أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر ، عن طريق السؤال والجـواب، بشـرط وحـدة الموضوع أو الهـدف ، فيتبادلان النقاش حول أمر معين، وقـد يصـلان إلى نتيجـة، وقـد لا يقنع أحدهما الآخر ، ولكـن السامع يأخذ العبـرة ويكـوّن لنفسـه موقفـاَ"
وعـرّف عجـك الحوار بأنـه " محادثة بين شخصين أو فريقين، حول موضوع محدد ، لكل منهما وجهـة نظر خاصـة بـه ، هـدفهـا الوصـول إلى الحقيقـة ، أو إلى أكبر قـدر ممكن من تطابق وجهات النظر ، بعيداً عن الخصومـة والتعصـب ، بطريق يعتمد على العلم والعقل ، مع استعـداد كلا الطرفين لقبول الحقيقة ولو ظهرت على يـد الطرف الآخر"
وبيـّن صليبـا أن " المحـاورة : المجاوبـة ، أو مراجعة النطق والكلام في المخاطبة والتحـاور والتجـاوب"
وتكون بطريقـة علمية إقناعيـة ولا يشترط فيها الحصول على نتائج فوريـّـة.
ومـن الألفـاظ التي تأتي مردافـة للحـوار:
1- الجـدل :
عرّفـه الجرجـاني بقولـه " هو دفـع المرء خصمـه عن إفساد قوله ، بحجـة ، أو شبهه ، أو يقصد بـه تصحيح كـلامـه ، وهو الخصومـة في الحقيقـة "
ويقـال " هو لا يكون إلا بمنازعـة المرء غيـرهـ"
ويـذمّ الجـدل ؛ لأن فيه أحيانـا تغيير للحق وقلبـه للبـاطـل ، "فالجـدل المـذمـوم ما يكون لدفع الحق ، أو تحقيق العنـاد ، أو ليلبس الحق بالباطل وغير ذلك من الوجوهـ المنهي عنهـا"
وقـد ورد الجـدل مـذمـومـا في كتاب الله إلا في ثـلاث مواضـع
وكـل جـدال فيه تحقيق للحق أو من أجل التعلم والإستفتاء فهو محمـود.
2- المنـاظـرة :
هـي "علم باحث عن أحوال المتخاصمين ، ليكون ترتيب البحث بينهما على وجـه الصـواب ، حتى يظهر الحق بينهما"
والمناظرة تقـوم على وجـه التضاد بين المتناظرين ، للاستدلال على إثبـات أمر يتخاصمـان فيه نفيا وإيجابـاً ، بغية الوصول إلى الصواب ،
وأمـا الحـوار فإنه لا يقـوم على وجود التضـاد بين الطرفين المتحاوريـن أو ووجود الخصومـة بينهمـا
إذن نصـل إلى قـاعـدة هنـا ..
[ لا تخلـو المنـاظـرة من حـوار ، وليست المحاورة منـاظـرة ]
3- المنـاقشـة :
تأتي بمعنى المحاسبة والاستقصاء.
وهي نوع من التحاور بين شخصين لكنها تقـوم على أساس استقصـاء الحسـاب ، وتعريـة الأخطـاء ، وإحصائهـا.
والمناقشـة هـي : "قيـام جمـاعـة متعاونـة فيمـا بينهـا على اختيـار مشكلـة معينة ، وتحديد أبعـادهـا، وتحليل جوانبهـا ،
واقتـراح الحلـول لها ، واختيـار الحل المنـاسب بعد ذلك عن طريق الإجمـاع أو عن طريق الأغلبيـة".
نلخـص ما فـات بأربعـة نقـاط ..
1- أن الجـدل والمنـاظـرة والمنـاقشـة ، تشترك مع الحـوار في المعنى
اللغـوي أمـا في المعنـى الإصطـلاحي فهنـاك فـروق بينهم .
2- الفـرق بين الحـوار والجـدل أن الجـدل فيـه خصومـة ، أمـا الحـوار فـلا يشترط وجود الخصومـة.
3- الفـرق بين الحـوار والمنـاظـرة ، أن المنـاظـرة تقـوم على التضـاد ،
أمـا الحـوار فـلا يشتـرط فيه التضـاد.
4- الفـرق بين الحـوار والمناقشـة ، أن المنـاقشـة تقوم على المحاسبـة
وبيـان الأخطـاء ، أما الحـوار فإنـه لا يقـوم على بيـان الأخطاء فقـط.
وهنـاك نمـاذج للحـوار الجميـل في القـرآن والسنـة ..
وأيضـاً دواعي الحـوار وآدابـه ، والخـلاف وأسبـابـه.
قـد أوردهـ لكـم في الأيـام القـادمـة إن استطعـت بإذن الله..
ولا أريـد الإطـالـة عليـكم
تحيتي